الخميس، 28 نوفمبر 2013

        يوميات الطيبين


يقولون راحوا الطيبين وأقول ما زالوا وما زال زمنهم في قلوبنا نعيشهم بذكرياتنانعيشهم في كل لحظةسأحاول العيش معهم في هذه اليوميات ملاحظة مهمة اليوميات موجودة ضمن الردود وهناك الكثير من مشاركات الإخوة والأخوات كيوميات يوميات الطيبينيومية سالم ومشنية وأولادهم وبناتهم كالعادة ومع شبزوغ الفجر وهدوﺀ الأجواﺀ نهضت عائلتهم من نومهم الذي لم يهنأوا بهحيث كانت ليلتهم في غاية الصعوبة كانت ليلة ممطرة مصحوبة برعد وبرق وصواعق ولحداثة بيتهم وقلة إمكانياتهم فقد كانت الرياح تدخل المطر من كل فتحة في الجدران فلم تخلب ولا عليها اسمنتوتسريبات سقفهم عليهم لم يتركهم في أماكنهم فكانوا يتنقلون من مكان لمكان( والواطلة ) تلاحقهم الى أن تعودوا عليها فبعد جهد كبير استانسوا بصوتها ولا يسمع الا ضحكاتهم اليائسة من العثور على مكان دون ماﺀ .نهضوا صباحهم وهم بتلك الابتسامات الصافية التي لا تفارقهم ليس فرحا بما لقوه تلك الليلة إنما فرحا بالماﺀ فقبل تلك الليلة كانت الأم مشنية مع بنتها الكبيرة عافية تذهبان مع الفجر بداوتيهما الى بئر في أسفل الجبل ولم يكن تلماﺀ ينتظرهما فقد كانتا تنتظراه ليوم كامل حتى يتجمع لهما .لقد مطرت الأرض ليلا .خرجت مشنية لفناﺀ البيت لتفقد حزم الحطب فوجدتها قد ابتلت وغير صالحة لإشعال الإثفاﺀ التي ستجهز فطورهم عليها تذكرت أنها قد وضعت بعض العيدان في مكان ربما لم يصله الماﺀ في غرفة بقرتهم وماعزهم .أحضرته وشبت نارهم الصباحية ودخان الحطب يعطر جوهم وبيتهم كانوا يتنفسونه وكأنه من أرقى أنواع العطور عجنت وخبزة خبزتهم بينما عافيه كان تقوم بشئون البقرة والماعز .كانت عائشة شعنونة شعرها منكوش وقد ربطت عليه ذلك المنديل الأصفر ولكن لا يكاد يغطي الشعر المنكوش  وكانت فاكهة البيت حيث هي أصغر البنات فلا يوجد لدى سالم ومشنيه سوى بنتين وولدين مهمة عائشة تنظيف البيت وكنسه بتلك المكنسة العتيدة وتنظيف يحيى أصغرهم فقد كان ذو سنتين من عمره دائما مربوطا بحبل حول خصره كانت تحضر السنعبر وتمسح أسفله ثم تغسله وتعيده الى قواعده سالما .كان الأب سالم يفكر فيما حصل لهم في تلك الليلة الماطرة وكيف سيتصرف في مشكلتهم فهم مقبلون على موسم الشتاﺀ الماطر .لم يكن يملك ريالا واحدا وعز عليه بيع البقرة أو الغنم فقد كانوا جزﺀا من العائلةبعد فطورهم المكون من الخبز والسمن أخذ ولده علي الكبير وأخرج مسبته برصاصه وارتداه وأخذ بندقيته بعد أن لبس وزرته السوداﺀ محتزما عليها بجنبيته ذات الأهداب المتدلية .خرج لا يعلم الى أين جلس حول صخرة أسفل بيتهم وأرسل ولده لشيخ القبيلة يستنجد به بتسليفه بعض المال .رجع علي بخيبة الأمل فلم يكن الشيخ أكثر حضا من سالم ماديا كان يوم الأثنين حيث سوق فيفاﺀ النفيعةذهب الى السوق قاصدا أحد أصحاب الدكاكين حيث نوى على بيع عشر رصاصات من فرحان مسعود المتاجر بهاعرضها عليه فرغب فرحان في مسبته وقال لن أشتري بل أرهن مسبتك بمبلغ من المالأخذ سالم خطوة للوراﺀ مصحوبة بإنتدابه من جد لجد وقال تبغاني اتعستى عل امحدش ومعابروا معك ؟!!إلا امواطله ولا امفضيحة بك الريبتصادف خروجه مع وصول أحد البنايين فسأله سالم عن حل لمشكلتهقال خذ لك ( عانة ) يمرّجون البيت راقت له الفكرةوجمّع كم واحد من جماعته واتفقوا عل اليوم التالي للعمل .عاد مع علي ظهرا والإبتسامة تملأ محياه فقد وجد حلا لمشكلته دون المساس بمسبتهوصلوا البيت وتغدوا بقايا فطورهم ثم تجهز مع علي بفُرَسِهم لكي يجهزوا ( محاويل ) حيافهم استعدادا للأمطار المتوقعة القادمةومع المغرب اجتمعوا في غرفتهم ليسهروا على أصوات الرياح التي تتخلل الكهوف الصغيرة في الجدران مترقبين تلك ( الواطلة ) تشجيهم بصوتها تقرع الأواني التي جهزوها لها .سننتقل لعائلة أخرى بيومية جديدة آملا أن تروق لكم



قحم امعماية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق